مقترح كتابي

جميعا ما كنا نرغب في إحداث تغيير إما في عاداتنا أو طريقة عيشنا، وربما رغبنا في أن نكون جزءا من التغيير الأفضل الذي يشمل كوكبنا الصغير. نبدأ أحيانا بتغيير أنماط وتفاصيل صغيرة في حياتنا بغية هذا التغيير، لكن بكل صراحة نأمل لتغيير شخصي أفضل على العالم أن يراه باسمنا وببصمتنا لكن للآسف لا نفعل!

حسنا، دعني أخبرك بما كنت أقصد خلال تلك المقدمة البسيطة، ربما ستجد بعدها ذاتك التي كنت تبحث عنها سابقا أو ربما تتعرف عليها قليلا حتى تخط على ورق بعضا من ملامحها؛ دعني أعرفك أولا عن نفسي فبما أنني شاب أكتب الآن ما تقرأه من خلال غرفتك أو غرفتكي فلا شك أنك شاب أوشابة في مقتبل عمري.

باختصار اسمي الحسين أيت عيشت أبلغ من العمر ١٧ عشرة سنة، شاب طموح لطالما أراد أن يكون التغيير كالذي أردته أنت بالفعل؛ من الطبيعي أنك قد شاهدت من قبل إحدى الإشهارات التلفزية أو إحدى الفيديوهات بهاتفك تفيد بأن الكويكب الجميل الذي تعيش فيه مهدد بارتفاع حرارته وقلة مياهه مع توالي سنوات تواجدك عليه، وأنت فعلا تعرف ما السبب! التلوث بجميع أشكاله! التركيبة تبدأ أولا بخوف ثم عزيمة، ثم الرغبة التي تحدثنا عنها سابقا، ثم الفكرة والتخطيط وبطبيعة الحال لا تمر لمرحلة التطبيق، وبالتالي لا تكتمل معادلتنا! خلال السنة الماضية من عامه 2019 تمكنت من إكمال المعادلة والفرق أنني مررت للمرحلة الأخيرة، ألا وهي مرحلة التطبيق. والقصة كالآتي؛

نظمت خلال تلك السنة مسابقة للتصوير الفوتوغرافي في إطار برنامج الصحفيين الشباب من أجل البيئة، وكان موضوعها التنمية المستدامة... لا تهمنا التفاصيل... خلال فترة اشتغالي على إخراج صورة تحاكي موضوع المسابقة زاد احتكاكي أكثر بالبيئة فكان همي إيجاد اللحظة والزاوية المناسبة... انتهت بحمد الله تلك المسابقة التي دامت لبضعة أشهر فكنت من بين المتفوقين وتم اختياري أنا واحدى زميلاتي في المدرسة بمدينة أكادير لتمثيل المغرب وإفريقيا في مؤتمر حول البيئة بمدينة كيوطو باليابان، لا يخفى عليكم أنني لم أتوقع ذلك ولو لمرة، لكن أتعلم كل شيء يأتي بنية صادقة وعمل جاد وتلك الخطوة التي تحدثنا عنها سابقا ألا وهي التطبيق بعد الرغبة والتخطيط. كانت تجربة لا مثيل لها بسلبياتها وإيجابياتها.

كل تلك المراحل توجت بانطلاق خلال نفس السنة، حملة تحت شعار B7arblaplastic# لجعل شواطئنا أكثر نظافة حيث كنت من بين الشباب المشاركين من كل جهات المغرب وبطبيعة الحال كان للمبادرة نصيبها من النجاح. لست من بين من يطلق عليهم المحظوظون، إنما اغتنمت فرصة بدت للجميع شجرة دون ثمار لكن كانت بالنسبة لي فرصة لأحس فعلا بطعم ما تتذوقه بيئتنا كل يوم. لا أخفي عليكم أنني أحسست بعد كل تلك التجارب بأنها ابتسمت لي شخصيا، أمر مضحك!!! اهتممت بها قليلا فاستحققت تلك الابتسامة!

بعد قراءتك ربما تتمنى تلك الابتسامة أيضا، أوربما رغبت في خوض تجربة B7arblaplastic#، أو من يعلم ربما التجربة اليابانية! باختصار صديقي القارئ، أنا هنا لأقول لك أن هذه فرصتك ولن تعوض.

أطلقت مجددا مبادرة أخرى، ربما تحظى فيها بتلك الابتسامة من بيتك فقط ومن بيئتك الجميلة أو ربما تتخلل بتواجدك في بقعة أخرى على هذا الكوكب الجميل، مبادرة ANABOUNDIF#... عيد شباب سعيد، ودع لانطلاقتك تاريخا، وهو اليوم.

Elhoussaine AIT AICHTE “JEUNE REPORTER” /Agadir, Maroc 2020.